تكملةً للقاءات التأسيسية في Intellect استضفنا الأستاذ/ عبد الله المالكي، وهو باحث شرعي يُحضر الدكتوراة في الفلسفة وله عدة مؤلفات منها: “سيادة الأمة قبل تطبيق الشريعة” *1 .. تحدث للمشاركات عن علم التاريخ وأهميته وتفسيره وتأثيره على حياة ومستقبل الإنسان.

قبل بداية اللقاء – وكعادة البرنامج – تم تقسيم المشاركات إلى مجموعات لمناقشة مادة القراءة *2 الخاصة بعلم التاريخ مع أعضاء فريق البرنامج، حيث تُطرح الأسئلة ويجري النقاش – كعادة الفريق – قبل بدء لقاء تأسيسي، وبالنسبة للقاء علم التاريخ تضمنت محاوره على:

مفهوم التاريخ وتعريفه

أهمية علم التاريخ

فوائد علم التاريخ

فلسفة التاريخ

تفسير التاريخ

بعد انتهاء المشاركات من استرجاع مادة القراءة واستحضار المعلومات مع فريق البرنامج، بدأ الأستاذ/ عبد الله حديثه عن علم التاريخ بأنه بدأ يلتحم في العقدين الأخيرين، وأنه في الماضي لم يكن علماً جزئياً، بل كان يُقرأ التاريخ كثقافة فرديّة، وأضاف أن هناك فرق بين التاريخ كعلم والقراءة عن التاريخ.

عرّف لنا التاريخ – ببساطة – أنه ماضي الإنسان في أحداثٍ ووقائع، وأن التريخ مرتبط بوجود الإنسان ارتباطاً عضوياً، حيث أن الآثار التي تركها الإنسان عبر الزمان هي التاريخ الذي نتعرّف اليوم على الماضي من خلاله. فالتاريخ هو: الإنسان والزمان والمكان والعلاقة بين هذه العناصر الثلاثة .. فكما قال الأستاذ/ عبد الله: “التاريخ لا يحفظ من سلوك الإنسان إلا الأثر الذي تحدى به المكان .. والزمن لم يعد وعاءً أو قالباً كما كان ينظر إليه في التاريخ التقليدي، بل هو عامل في تكوين الحدث التاريخي”

كما ذكر أهمية المكان في بلورة الأحداث التاريخية، فمنطقة نجد تختلف تماماً عن منطقة الشام مثلاً، والاختلاف في المكان له تأثير مباشر على الأحداث.

لماذا علم التاريخ؟ (فائدة الإنسان من هذا العلم)

يجب أن نعلم أن كل ما يحدث الآن له امتداداً تاريخياً، وأوضح مثال لنا هو أن فلسطين محتلة الآن بسبب أحداث تاريخة تسببت في أن تكون اليوم محتلة. وأمريكا – مثلاً – لم تُصبح دولة عُظمى بين ليلة وضحاها، بل توجد أحداث جعلت منها اليوم دولة عُظمى.

لنا من علم التاريخ فوائد عديدة أهمها:

فهم الحاضر أو ما يحدث الآن

إستنباط القوانين التي تحكم في مسيرة التاريخ

الإعتبار والتجارب

ذاكرة الإنسان

بناء المستقبل

فلسفة التاريخ:

ظهرت فلسفة التاريخ في القرن الثامن عشر الميلادي، وأشهر مدارسه هي المدرسة الألمانية، والجدير ذكره أن فلسفة التاريخ أصبحت أحد علوم الفلسفة.

لا يمكن للفيلسوف أن يُقدم فلسفة تاريخية قبل الخوض في علم التاريخ كمنهجٍ يتعامل مع الواقع بطريقة يرتضيها، فتناول التاريخ من الجانب الفلسفي يتطلب – بشكل رئيسي – على مرحلتين:

        أولاً: مرحلة التصوّر والإدراك، وهي مرحلة علمية تتطلب سلوكاً منهجياً.

ثانياً: بعد تناول الحقائق العلمية الصحيحة يأتي دور الفلسفة.

وكما قال الأستاذ/ عبد الله: “لايمكن للفيلسوف أن يستنبط القواعد التي تحكم مسيرة الإنسان والوجودية دون أن يكون مؤرخاً”

تفسير التاريخ:

النقد التاريخي – في تفسير التاريخ – موضوعه الوثيقة التاريخية (أو ما هو مسجّل في الكتب) ويُمارس النقد عليها داخلياً وخارجياً من خلال دراسة محتواها ووقائعها والتدقيق في مصادرها.

وفي العصر الحاضر، لا يُلجأ للكتب فحسب (كوثائق تاريخية) وإنما توجد أرشيفات مختلفة في دور العبادة ومؤسسات الدولة والصحف والمجلات وغيرهم، بجانب الوثائق السمعية والبصرية والتي تُضاف للوثائق النصية، ولعل أشهرها اليوم من خلال موقع Youtube ، كما أن الأعمال الفنية تُعد أحد أنواع الوثائق التي تُفسر التاريخ، ومن أهم الأعمال الفنية التي تساعد على تفسير التاريخ هي الرواية .. وكل نوع من أنواع الوثائق التاريخية لها منهجية خاصة في التعامل معها.

*نصح الأستاذ/ عبد الله ببعض الكتب المثرية والمتعلقة بموضوع النقاش ومنها:

        “عصر الثورة” – ل: إريك هوبزباوم

        “التاريخ الجديد” – ل: جاك لوغوف

        “التاريخ المفتت: من الحوليات إلى التاريخ الجديد” – ل: فرانسوا دوس

        ” نزعة الأنسنة في الفكر العربي” – ل: محمد أركون

        “مفهوم التاريخ” – ل: عبد الله العروي

ختاماً نقتبس مما قاله الأستاذ/ عبد الله أن: “علاقة الانسان بالحاضر .. علاقة واقعية بالماضي .. علاقة الذاكرة بالمستقبل .. علاقة أمل “

ولمزيد من المعلومات حول هذا اللقاء وغيره من اللقاءات المفتوحة، نرجو منكم التواصل عبر البريد الالكتروني: intellect.jeddah@gmail.com أو حساب Intellect  على تويتر @intellectjeddah – لمزيد من المعلومات حول الضيف يمكنكم متابعته في تويتر على حسابه الشخصي: @iAbuhesham

*1 لمزيد من المعلومات حول كتاب الضيف “سيادة الأمة قبل تطبيق الشريعة” يمكنكم زيارة الموقع:                                                    http://www.goodreads.com/book/show/13551465

*2 مادة القراءة: يتم إرسالها للمشاركات في البرنامج قبل اللقاء